عام ونصف مضى على الانتفاضة في الشارع والنتيجة: صفر تغيير، فالسلطة الحاكمة على حالها بعجزها وهدرها وفسادها ومحاصصاتها. شيء لم يتغيّر منذ 17 تشرين حتى اليوم، ومن ذَهَب من أربابها أعادوه من جديد إلى تموضعه كالسابق وكأنّ لا “ثورة” قامت ولا من يحزنون.
فهؤلاء أنفسهم يتناتشون المقاعد في الحكومة العتيدة في حين تعيش البلاد أقسى المراحل في تاريخها. بين الوباء والانهيار والأمن المتصدّع، تتهاوى الدولة تدريجيًا بينما تستمرّ الأحزاب والزعماء التقليديون باقتراف المخالفات السياسية والاقتصادية واستغلال الحراك الشعبي للاستثمار به والعبث في أمن البلد عبر التحريض الطائفي.
توازيًا يلعب الخارج الأميركي والأوروبي دور الرقيب، إلّا أنّ آداءه يبدو وكأنّه مسرحية سمجة وساذجة، إذ لو أراد هذا الخارج فعلًا تحقيق فارق يُذكر لحاسب الفاسدين وألزمهم على إعادة الأموال المنهوبة خاصة أنّ هؤلاء هم أزلامهم في الأصل، إلّا أنّ الخارج لا يعنيه الداخل اللّبناني، كل ما يعنيه استغلال الأزمات المتلاحقة، وهي بمعظمها من صنعه، ليحقق أهدافًا إقليمية تكرّس حضوره في المنطقة.
إعداد وتقديم: رامي وهاب
مونتاج: غادة مسلم
تصوير: سيزار عمرو